رأس السنة الأمازيغية: تاريخ، طقوس، ودلالات ثقافية

مقدمة

رأس السنة الأمازيغية، المعروف باسم إيض يناير، مناسبة تراثية يحتفل بها الأمازيغ في شمال إفريقيا، خصوصًا في المغرب والجزائر وتونس وبعض مناطق ليبيا ومالي والنيجر. تمثل هذه المناسبة بداية العام الجديد وفق التقويم الأمازيغي، وهي فرصة لإحياء العادات الأصيلة وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية.

لمحة تاريخية وأصل التسمية

يربط كثير من المؤرخين بداية التقويم الأمازيغي بانتصار الملك الأمازيغي شيشناق حوالي 950 قبل الميلاد، وهو ما جعل السنة الأمازيغية تزيد بنحو 950 سنة عن الميلادية. كما تُعاد جذور الاحتفال إلى الدورة الزراعية، إذ يُنظر إلى يناير كبداية موسم الحرث ونشاط الأرض.

متى يتم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية؟

يُوافق إيض يناير عادة يوم 13 يناير من كل سنة ميلادية. مثلًا: سنة 2025 ميلادية تُوافق سنة 2975 أمازيغية.

العادات والطقوس في إيض يناير

1) أطباق ووجبات موسمية

• تاكلا (عصيدة الذرة أو الشعير) تُقدَّم بالسمن والعسل في المغرب.
• الكسكس بالخضر واللحم، وأحيانًا تُخفى حبة فول/تمر «للحظ» لدى بعض العائلات في الجزائر.
• أكلات شعبية كالعصيدة والبركوكس في تونس.

2) اللباس والحُلي

تُرتدى الأزياء التقليدية المطرزة، وتُزيَّن النساء بالحُلي الفضية، ويحرص الرجال على الجلابيب والبرانيس.

3) الفنون الشعبية

تُقام رقصات أحواش وأحيدوس وعروض موسيقية تراثية احتفاءً ببداية السنة.

4) الموروث الشفهي

حكايات وقصص شعبية تُروى للصغار لترسيخ الهوية والذاكرة الثقافية.

الدلالات الثقافية والاجتماعية

• الهوية والانتماء: ترسيخ حضور الثقافة الأمازيغية في الوعي العام.
• التواصل الأسري: لقاءات عائلية وتبادل التهاني والهدايا الرمزية.
• الارتباط بالأرض: تزامن الاحتفال مع دورة الطبيعة وبدايات الزراعة.

هل رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب؟

أُقرّ يوم 13 يناير عطلة وطنية مؤدى عنها في المغرب ابتداءً من سنة 2024، اعترافًا بالمكانة التاريخية والثقافية للأمازيغية.

صور خاصة برأس السنة الأمازيغية

خاتمة

«إيض يناير» ليس مجرد يوم عطلة، بل احتفاء بالهوية والتنوع والذاكرة المشتركة. مناسبة تُجدد الصلة بالأرض والناس، وتُبرز ثراء التراث الأمازيغي. كل عام وأنتم بخير… أسكّاس أمّغّاس 🌿.